الرجل المنحوس
خرج أحد السلاطين بكرة من منزله ، فلمّا بلغ رأس الطريق عثرت به الفرس فوقع على الأرض، فلمّا ركب رأى في رأس الطريق رجلاً مقبلاً
فقال السلطان: هذا رجل نحس مشؤوم لمّا رأيته عثرت بي الفرس فاضربوا عنقه،
فلمّا سمع الرجل ذلك خاطب السلطان قائلاً: لي إليك كلمة هل تسمح أن أقولها؟
قـال لــه: قــل،
قال: أقسم عليك أي الرجلين أنحس وأشأم أنا أم أنت؟ أنت رأيتني فعثرت بك الفرس وقمت سالماً، وأنا رأيتك فحصل لي القتل من رؤيتك فأيّنا أنحس على صاحبه؟
فضحك السلطان وأمر له بجائزة.
اللص المسروق
دخل لصٌّ دار رجل وكان البيت مظلماً، فوجد في البيت شيئاً من الطحين وكان معه رداء ففرش رداءه ومضى ليأتي بالطحين ليضعه على الرداء، وكان صاحب المنزل يقظاناً، فمدّ يده إلى رداء اللص وأخذه، فأتى اللص بالطحين وصبّه فوق الرداء لاعتقاده بأن الرداء لا زال مطروحاً، ولما أراد رفع الرداء لم يجده،
فصاح صاحب المنزل أيها الناس هذا لص،
فقال اللص : قاتلك الله أنت اعلم أيّنا السارق، فخرج اللص هارباً من غير رداء.
الحجاج ومجنون بني عجل
ذكر أنّ الحجاج خرج يوماً متنزهاً فلّما فرغ من تنزهه صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه، فإذا هو بشيخ من بني عجل، فقال له: من أين أيها الشيخ؟
قال: من هذه القرية،
قال: كيف ترون عمّالكم؟
قال: شرّ عمال، يظلمون الناس ويستحلّون أموالهم،
قال: فكيف قولك في الحجاج،
قال: ذلك ما ولي العراق أشرّ منه، قبّحه الله تعالى وقبّح من استعمله،
قال: تعرف من أنا؟
قال: لا،
قال : أنا الحجاج،
فقال له: أتعرف من أنا؟
قال: لا،
قال: أنا مجنون بني عجل: أصرع في كل يوم مرتين،
فضحك الحجاج ولم يتعرض له بسوء.
الخصال الثلاث
استأجر رجل حمّالا ليحمل معه قفصاً فيه قوارير على أن يعلّمه ثلاث خصال ينتفع بها، فلما بلغ ثلث الطريق
قال: هات الخصلة الأولى،
فقال : من قال لك أنّ الجوع خير من الشبع فلا تصدقه،
فقال: نعم.
فلمّا بلغ نصف الطريق قال: هات الثانية،
قال: من قال لك إن المشي خير من الركوب فلا تصدقه،
قال: نعم .
فلما انتهى إلى باب الدار قال: هات الثالثة،
قال: من قال لك إنه وجد حمّالاً أرخص منك فلا تصدقه
استفتاء المستجدي
اعترض رجل المأمون فقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل من العرب،
قال: ما ذاك بعجب،
قال: وإني أريد الحج،
قال: الطريق أمامك فحُج ،
قال: وليست لي نفقة،
قال: سقط عنك الفرض،
قال : إني جئتك مستجدياً لا مستفتياً، فضحك وأمر له بصلة.
فطنة القاضي
حكيـ أن رجلين تخاصما عند أحد القضاة فكان يدعي أحدهما أن الآخر عبده والآخر ينكر ذلك، فسأل القاضي المدعي ما اسم الغلام ؟
فقال: اسمه ميمون،
ثم سأل الغلام عن اسمه؟ فقال: هو يكذب علي واسمي عبد الله.
فأمرهما بالجلوس، ولهى عنهما ساعة واشتغل بغيرهما،
ثم نادى يا ميمون
قال المنكر: لبيك،
قال: أطع مولاك.
الحسنة بعشر أمثالها
استدعى بعض الخلفاء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرة فارغة ذاهباً بها إلى البحر ليملأها ماءً، فتبعهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة، فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم ورأى ذلك الرجل والجرة على كتفه، ونظر إلى ثيابه الرثة وقال: من أنت وما حاجتك؟
فأنشد:ولما رأيت القوم شدوا رحالهم إلى بحرك الطامي أتيت بجرّتي .
فقال الخليفة: إملأوا له الجرة ذهباً وفضة.
فحسده بعض الحاضرين وقال: هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربما أتلفه وضيعه.
فقال الخليفة، هو ماله يفعل به ما يشاء،
فملئت له ذهباً وفضة وخرج إلى الباب، ففرق الجميع وبلغ الخليفة ذلك،
فاستدعاه وعاتبه على ذلك
فقال:يجودُ علينا الخيّرون بمالهم ونحن بمال الخيرين نجود
فأعجبه ذلك وأمر أن تملأ له عشر مرات ، وقال: الحسنة بعشر أمثالها.
جناية الحُمق
سأل الاصمعي أحد أولاد العرب: أيسرك أن يكون لك مائة ألف درهم وأنت أحمق؟
قال: لا والله،
قلت: ولم،
قال: أخاف أن يجني عليّ حمقي جناية تذهب بمالي ويبقى عليّ حمقي.
حرمة النبيذ
قال رجل للقاضي إياس بن معاوية: لو كنت أكلت التمر هل تجلدني؟
قال: لا،
قال: لو شربت الماء هل تجلدني؟
قال: لا،
قال: فشراب النبيذ منها فكيف يكون حراماً ويجلد شاربها؟
قال إياس: لو ضربتك بالتراب على رأسك هل يوجعك؟
قال: لا،
قال: لو صببت عليك قدراً من الماء هل ينكسر رأسك؟
قال: لا،
قال: لو مزجت الماء والتراب وصنعت منها طابوقة صلبة وضربت بها رأسك كيف يكون؟
قال: ينكسر الرأس،
قال إياس: كذلك النبيذ.
لم تكن بئر زمزم ذلك العام
قيلـ إن رجلاً طُلب إلى شهادة فلما شهد،
قال المشهود عليه للقاضي: إنه تارك للحج مع الإستطاعة فكيف تقبل شهادته؟
فقال له القاضي: كيف تركت الحج؟
قال: لقد حججت.
فأراد القاضي أن يمتحنه، فقال: أين بئر زمزم من البيت.
فقال: لما حججت ذلك العام لم تكن البئر موجودة، فانها قد حفرت بعد.
هاؤم اقرؤوا كتابيه
جئ برجل إلى أحد الولاة لمحاكمته على تهمة، فلما دخل على الوالي في مجلسه، أخرج الرجل كتاباً قد أدرج فيه قصته وقدمه للوالي وهو يقول: هاؤم اقرؤوا كتابيه.
فقال الوالي: إنما يقال هذا يوم القيامة.
فقال الرجل: هذا والله شر من يوم القيامة ففي يوم القيامة يؤتى بحسناتي وسيئاتي، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي.
صدقت
جاء بعض الثقلاء إلى الجاحظ وقال له : سمعت أن لك ألف جواب مسكت فعلمني منها، فقال له الحاجظ لك ما تريد. فقال له الثقيل : اذا قال لي رجل، يا ثقيل الدم، ويا خفيف العقل فبماذا أجيبه
( فقال الجاحظ قل له ( صدقت
المهدي وابو دلامة
دخل ابودلامة على المهدي فانشده قصيدة فقال: سل حاجتك؟ قال: ياامير المؤمنين هب لي كلبا, فغظب الخليفة قال: اقولك لك سل حاجتك فتقول هب لي كلبا !! فقال: يا امير المؤمنين الحاجة لي ام لك؟ قال:بل لك, فقال اني اسألك كلب صيد, فامر له بكلب صيد, فقال: يامير هب اننني خرجت لصيد أأعدو على رجلي؟ فامر له بدابه وقال له: يا أمير المؤمنين فمن يقوم عليها؟ فامر له بغلام,فقال يا امير المؤمنين هب انني صدت صيدا واتيت به الى داري فمن يطبخه؟ فامر له بجاريه فقال: يا امير المؤمنين وهؤلاء اين يبيتون؟ فامر له بدار فقال: يا امير المؤمنين قد صيرت في عنقي عيالا فمن اين لي ما يقوت هؤلاء؟ فقال المهدي: اعطوه جريب نخل ومال ثم قال المهدي: هل بقيت لك حاجه؟ قال: نعم, اتاذن لي ان اقبل يدك, قال: اما هذه فلا.
الحسن والقبيح
كان احمد بن ابى طاهر قبيح الوجه, وكان له جاريه من احسن النساء, فضحك اليها يوما فعبست في وجهه وقال لها: اضحك في وجهك وتعبسين؟ فقالت: نظرت الى ما يسرك فضحكت ونطرت الى ما ساءني فعبست.
ثلاث لطمات
قال بكر بن عبدالله: احق الناس بلطمة من اتى طعاما لم يدع اليه, واحق الناس بلطمتين من يقول له صاحب البيت اجلس هنا فيقول بل ههنا, واحق الناس بثلاث لطمات من دعى الى طعام فقال لصاحب المنزل ادع ربة البيت تاكل معنا.
كان الشيخ صفي الدين الهندي محمد بن عبد الرحيم الفقيه الشافعي رجلا ظريفا ..فيحكى أنه قال :
وجدت في سوق الكتب مرة كتابا بخط ظننته أقبح من خطي ، فغاليت في ثمنه وأشتريته لأحتج به على من يدعي أن خطي أقبح الخطوط ، فلما عدت الى البيت وجدته بخطي القديم...
جاء رجل إلى الشعبي – وكان ذو دعابة – وقال :
إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء, فهل لي أن أردها ؟
فقال إن كنت تريد أن تسابق بها فردها !
وسأله رجل: إذا أردت أن أستحمّ في نهر فهل أجعل وجهي تجاه القبلة أم عكسها؟
قال: بل باتجاه ثيابك حتى لا تسرق !
وسأله حاج: هل لي أن أحك جلدي وأنا محرم ؟
قال الشعبي: لا حرج.
فقال إلى متى أستطيع حك جلدي ؟
فقال الشعبي: حتى يبدو العظم .
كان الحجاج بن يوسف الثقفي
يستحم بالخليج العربي فأشرف على الغرق فأنقذه أحد المسلمين و عندما حمله إلى البر
قال له الحجاج : أطلب ما تشاء فطلبك مجاب
فقال الرجل : ومن أنت حتى تجيب لي أي طلب ؟
قال: أنا الحجاج الثقفى
قال له : طلبي الوحيد أنني سألتك بالله أن لا تخبر أحداً أنني أنقذتك .
قيل لحكيم : أي الأشياء خير للمرء؟
قال : عقل يعيش به
قيل : فإن لم يكن
قال : فإخوان يسترون عليه
قيل : فإن لم يكن
قال : فمال يتحبب به إلى الناس
قيل : فإن لم يكن
قال : فأدب يتحلى به
قيل : فإن لم يكن
قال : فصمت يسلم به
قيل : فإن لم يكن
قال : فموت يريح منه العباد والبلاد.
سأل مسكين أعرابيا أن يعطيه حاجة
فقال : ليس عندي ما أعطيه للغير فالذي عندي أنا أحق الناس به
فقال السائل : أين الذين يؤثرون على أنفسهم؟
فقال الأعرابي : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً.